زي كل يوم الصبح بروح الشغل اللي دايماً أول حاجة بتكون إني أبص على الإيميلات اللي جايه جديد و أشوف إيه المطلوب عشان أبدأ أنفذه .. إيميل طويل من الأوبريشن وكان يتضمن إننا داخلين على فترة عروض وتخفيضات وكانت الخطة الدعائية تحمل اسم (( اخترنا لك )).. سرحت لدقائق أمام الإيميل فالإسم صعب أن يمر مرور الكرام ..
الطبيعي إن واحد في سني لما يقرأ أو يسمع كلمة إخترنا لك لازم على طول تنط قدامه الجميلة فريال صالح (رحمة الله عليها) مقدمة البرنامج الشهير إخترنالك واحد من أهم النوافذ المتاحة لجيلنا في الوقت ده إننا نشوف العالم الخارجى في سهرة كل يوم أربعاء … حصل العكس لإن اللي نط قدامي فجأة و إفتكرت كل تفاصيله هوه محل الأحذية اللي كان في بلدنا و كان اسمه إخترنا لك و أفتكر كويس لما المحل ده كان بيفتح أول ما علق اليافطة قولت لازم أشتري من عنده و كانت أيام عودة مدارس في زمن الإبتدائي فخدتني أمي عشان أجيب جزمة بداية العام الدراسى كتقليد سنوي مُتبع .. سعادتي لم تدم طويلاً فأنا أعرف دائماً أن إختياراتي و أمي لا تتفقان و بدأت أمي في إختيار ٣ أو ٤ أحذية للمفاضله بينهم فى ظل ترحاب شديد من صاحب المحل بإختيارات أمي دون حتى سؤالي فأيقنت منذ اللحظة أن صاحب المحل هو خيط مهم في مؤامرة تحاك ضدي لتنتهي بحزمة مابحبهاش و في الغالب حتعور رجلي و أن اسم المحل إخترنالك هو اسم على مسمى نظرية يعني (إخترنالك يا عم الحج) .. أخيراً وقد أعجبت أمي بجزمة سوداء بخيط من النوع اللي بيستحمل على حد تعبير(هما) ( أمي وطبعا صاحب المحل) وحتى تعليقاتي على الجزمة كان لها ما يكفى من تبرير و ردود
– أصلها ماسكه جداً من قدام حضرتك ؟؟
– أه بس حترخي و حتلين معاك فى اللبس
– بس هيا جامدة من قدام وناشفة جداً ؟
– أه عشان تستحمل الطوب اللي بتفضلوا تشوطوا فيه و إنتوا رايحين المدرسة .
كانت إجابات الرجل و تِعداده للإنبهارات الموجودة فى الجزمة المتوافقة مع فكر أمي كفيله بأن أخرج من المحل ممسكاً شنطة مكتوب عليها مع تحيات إخترنالك داخلها نفس الجزمة اللى بتستحمل .
– مرت دقائق و عدت لقراءة الإيميلات ومتابعة الشغل مر اليوم حتى عدت إلى البيت لأجد بنتي أوان تسألني
– بابا بابا بابا هوه انت قبضت ؟
– ليه بتسألي يا حبيبتى !
– ماما قالتلي إننا حنخرج نجيب شوز عشان المدرسة
– ماشى يعنى عاوزة إية دلوقتي ؟
– عاوزة فلوس كتيرة عشان أختار عشان الشوز اللي فات مكنش عليه باربي و أنا عاوزة باربي
مشيت أوان سعيدة و هيا ماسكة الفلوس و مفيش غير صورة صاحب المحل قدامي يتمايل ويتحنجل و في الخلفية موسيقى برنامج ( إخترنالك ) .